أول مشاركة لي وبقلمي ^_^

ما أجمل الحياة. وجمالها أنا أشارك في صناعته , كما يشارك الشقي في صناعة شقائه.
إن بين الشعور بجمال الحياة والشعور بتعاستها خطوةً واحدةً , فإياكِ أن تخطيها , وإن بينك وبين العافية باباً واحداً فحذارِ أن تقربيه.
هناك فرق بين اثنين لا يشعُر به كثيرٌ من أهل العافية:

أحدهما: يضحك من قلبه الأبيض التقيّ السعيد.
والآخر: يضحك بشفتيه وأسنانه وقلبه يتقطع حسراتٍ.


الأول: يُحسُّ بجمال زقزقة الطيور , وتفتح الزهور , وخرير المياه في الوديان على الحصا والصخور.
والآخر: ينظر لهذا الجمال كله بقلبٍ مظلم , ونفس مريضةٍ , وشعور تبلدَ من الغم والإثم واليأس .

الأول: ينامُ قرير العين , ويستيقظ طيِّب النفس , ويتذوق كِسرة الخبز على كأس شاي كألذُّ وجبةٍ . ويحلمُ بمستقبل سعيد وغدٍ مشرق جديد .
والآخر: أنحَسُ ساعات يومه وليلته حينما تهدأٌ العيون للنوم , وألذُّ الطعام في فمه والصّبرُ سواء . ينظر للمستقبل نظر المتشائم الذي لا يدري على أي جنبٍ يقع , وإلى أي مصير سينتهي.


الأول: عِرْضُه نقيِّ , وقلبه تقيٌّ , وسُمْعَتهُ بين الناس عَطرة , تتقبله القلوب قبل المجالس. إذا ذُكر ذُكر البر والتقوى.
والآخر: عرضه دَنسٌ , وقلبه خبيثٌ , لا يذكره الناسُ إلا حينما يُذكر السوءُ والفحشاءُ والمنكرُ .

الأول: أحلامهُ مُغرقةٌ في الخيال , واعدةٌ بمستقبلِ زاهر , كلَّ يوم تُشرِقُ عليه شمسُه ينتظر من الله خيراً وفتحاً مبيناً .
والآخر: تُمَزِقُ قلبَه الهموم والهواجسُ , ينتظر فضيحة تُشهِّر به بين الناس , كلما طلعت شمسٌ أو غربتْ ظنَّ أن الله سينكبه , وسيكشف ستره , وسيظهرُ للناس ما خفي من أمره .

الأول: يشاركُ في الأفراح بكل خلجاتِ مشاعره , ويتمتعُ بالفرح والسرور في المناسبات بكل حواسه , يُخيَّلُ إليه أن الفرح يسري في أعماق مشاعره كما يسري الماءُ في العود أو كما يهبُّ نسيم الصبا على الأملود.
والآخر: يأتي الأفراح بجسده , وقلبه يعتصره الحزن والذلة والإنكسار , ومشاعره تنفطر من الخوف والندم والحسرة , حياته بلا أمل , ومشاعره بلا ذوق , . فهو حيّ كميّت , وحاضر كغائب .

إن بين هاتين الحالتين خُطوةٌ واحدةٌ , وباباً واحداً .
هو أن تكوني سعيدةً نقيةً تقيةً فرحةً حسنة السمعةِ مُغتبِطة تحلمين بمستقبلٍ زاهر , فتقودُك الجرأة وسوءُ التدبير والتقصيرُ في حُسن التقدير إلى إحدى طريقين :
_ إما المخدرات
_ وإما التعلق بحبِّ مُزيفٍ من مُتملِقٍ لئيمٍ خوَّان يحب الظلام
فإذا أنتِ الإنسانُ الآخر.
فأيّ الإنسانين حياته أحبّ إليكِ ؟
وأي الحياتين أجملُ بكِ ؟
فإذا اخترتِ حياة السعادة التي تتمتعين فيها بجمال الحياة , فاحذري خُطوةٌ غير محسوبة في إحدى هاتين :
[ المخدرات – والحب المزيف]
ولا تفتحي على نفسك باباً لا يكون غلقه بعدئذٍ بيديك.

فهل عقلتِ ما أقول ؟!

"حفظك الله من كل سوء , وجعل لكِ نوراً تهتدين به في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ."

كلام جميل فاستمري ..
لكي يبدع قلمك اكثر فاكثر..
يعطيك العافيه ..

أشكركم على ردودكم..وبوقفتكم معي لن أتوقف.